مقدمه:
تعتبر مدینة الحویزة المستشهدة … من المدن الشهیرة علی امتداد التاریخ بالعلم و الفضیلة و المعروفة بالفقاهة و الانسانیة و المطبوعة علی النبل و الشهامة و الفتوة ، فقد استوطنها رجال صدقوا ماعاهدوا الله علیه … و تخرج منها رجال لاتلهیهم تجارة و لابیع عن ذکر الله و اقام الصلاة و ایتاء الزکاة یخافون یوما تتقلب فیه القلوب و الابصار لیجزیهم الله احسن ما عملوا و یزیدهم من فضله و الله یرزق من یشاء بغیر حساب.
اجل تخرج من حوزاتها جم غفیر من ارباب الفقه و احبار الادب العاملین فی تطور الحرکة الثقافیة و ازدهار الحضارة الفکریة بصورة عامة منذ ان شیدت و بنیت و قامت علی وجه الارض فی العهود الاسلامیة الاولی.
ان الحویزة البطلة … کما یحدثنا التاریخ تعتبر بحق من الحوزات العلمیة و الجامعات الادبیة التی ساهمت مشارکة فعالة فی النهضة الفکریة و تطویر الشخصیة الاسلامیة و مساندتها مادیا و معنویا، فظهرت شخصیتها علی صعید العلم و الادب و الکفاح الشعبی و کافة المجالات بوجه عام.
و هذا ان دل علی شیء فانما یدّل علی حیویة الحویزة الفکریة ، و مناعتها الثقافیة و قوتها، و لذلک نجد الفقها و العلماء تشد الرحال الیها من اقصی البلاد للأخذ و الدرس علی فقهائها و شیوخها و اعلامها فی شتی المجالات ، و هذا ما نجده واضحا خلال دراساتنا لتاریخ الحویزة … والوقوف علی البیوتات العلمیة و الاسر العریقة الادبیة التی اتخذتها موطنا لها و اقامت و استوطنت فیها … و هذا ما یفتقر الی وضع معاجم و مجلدات خاصة عنها.