من هو الدكتور علي الطائي :
ولد الدكتور علي عصمان الطائي في إحدى قرى قضاء البسيتين غرب الاهواز (1942 – 2018) من عائلة تتميز بالمعرفة و الأدب و الشعر، و تعود جذور هذه العالة إلى قبيلة طي .
كانت مسيرته في طلب العلم ، مسيرة شاقة و طويلة ، تمتد من البسيتين حيث درس المرحلة الإبتدائية هناك و من ثم الى مدينة الأهواز العاصمة ، حيث التحق بمعهد المعلمين و أصبح مدرسا في مدينة عبادان و بعدها توجه الى مدينة طهران دارسا و مدرسا حيث التحق بجامعة طهران .
أقام هناك 14 عاماً وحصل فيها على شهادة البكالوريوس و ثم الماجستير في العلوم الاجتماعية، و كان عنوان إطروحته في البكالوريوس “الثقافة ومعناها المعاصر” و أما عنوان أطروحته في الماجستير كانت “الفدائيين الفلسطينيين”، والأطروحتان كانتا باللغة الفارسية .
وحاول نشر أطروحته “الفدائيون الفلسطينيون” على شكل كتاب, إلا أن جهاز الرقابة الحكومي علي نشر الكتب في عهد الشاه لم يسمح بذلك .
ثم انتقل دكتور علي الطائي من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة العلوم والتعليم العالي في عهد الشاه ، وتولى مسؤولية أحد أهم أقسام هذه الوزارة ( سازمان سنجش آموزش كشور) ، و هو قسم اختبار و اختيار طلاب الجامعات والمعاهد العليا في إيران . وقد وصل الدكتورعلي الطائي إلى مستوى علمي وتجربي عالٍي يستحق رئاسة ذلك القسم ، وقد أوصى به العديد من الشخصيات العلمية والزملاء لهذا المنصب. ومع ذلك ، لكونه عربي من الاهواز ، عارض “السافاك” (الامن في عهد الشاه) بشدة من منحه المنصب .
بحث ونشر عدة دراسات ميدانية في شؤون شتى بما في ذلك (المهجرون من العراق إلى إيران) و دراسة أخرى حول (قضاء أوقات فراغ الشباب في طهران) باللغة الفارسية و ذلك من عام 1964م إلى مطلع عام 1978م, قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة طلبا للمعرفة والدراسة العليا في جامعاتها من خلال التخصص في فرع علم الاجتماع .
حصل الدكتور علي الطائي على شهادة الدكتوراه في عام 1982 م وكانت أطروحته “نظرية الثورة الاجتماعية في التركيز على الثورة الإسلامية في إيران وثورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر”.
و ثم عمل في المكتب الإعلامي لجامعة الدول العربية في مدينة “دالاس” بولاية ” تكساس”، وفي نفس الوقت شرّع ولأول مرة في تدريس مادة “مجتمع الشرق الأوسط” في جامعة دالاس في نفس المدينة. ثم قام بتدريس علم الاجتماع في جامعة “شو” في نورث كارولينا لأكثرمن ثلاثة عقود .
و صدرله ثلاثة كتب باللغة الفارسية في إيران وهم :”بحران هويت قومى در ايران” (أزمة الهوية القومية في إيران) و “عرب خائن نيست” (العربي ليس خائنا) واخيرا كتاب ناگفته ها (مما لايقال) وحظيت الكتب المذكورة باهتمام واسع في إيران لاسيما بين أبناء الاهواز .
و خلال 40 عاما قضاها الدكتور في أمريكا كان جل اهتمامه, يتركز على القضية الأهوازية و الدفاع عنها و البحث العلمي و الدراسة حولها. كما كان الفقيد مدافعا شرسا عن القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام الأمريكية .
تغرب الدكتور علي الطائي عن وطنه الأهواز لمدة تجاوزت الـي 4 عقود ، قضاها في منفاه الاضطراري بامريكا و وافته المنية فيها بتاريخ 25 يوليو 2018